«فرانس برس»: سكان المناطق المسيحية في جنوب لبنان يرفضون النزوح رغم القصف الإسرائيلي المتزايد
«فرانس برس»: سكان المناطق المسيحية في جنوب لبنان يرفضون النزوح رغم القصف الإسرائيلي المتزايد
وسط التصعيد العسكري في جنوب لبنان، اختار العديد من سكان القرى المسيحية البقاء في منازلهم، رغم القصف الإسرائيلي المتزايد، رافضين النزوح بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الانتقال، إضافة إلى خوفهم من عدم العودة إلى منازلهم بعد مغادرتها.
تحديات الإقامة رغم الخطر
وبحسب وكالة "فرانس برس" يواجه سكان القرى مثل القليعة في قضاء مرجعيون ظروفًا قاسية تحت وطأة الحرب، حيث باتت القذائف أقرب إلى مناطقهم. ورغم ذلك، أعرب بعض السكان عن رفضهم الإخلاء، مؤكدين أن تكلفة الانتقال والإقامة في مراكز الإيواء أمر غير ممكن بالنسبة لهم.
وقال روبرت ومعه منال الحاج إنهم يشعرون بالعجز الكامل بسبب الحرب، مشيرين إلى أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان تجعل من الصعب الهروب من مناطق الخطر.
تصاعد القصف والدمار
مع استمرار الغارات الإسرائيلية، توسع نطاق الهجمات ليشمل مناطق مسيحية كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الاشتباكات. من بين هذه المناطق، قرية أيطو شمالي لبنان، التي تعرضت لضربة أسفرت عن مقتل 22 شخصًا.
أثر النزاع على التوازن الطائفي
يمثل النزوح الجماعي للمدنيين من القرى المسيحية في جنوب لبنان "اختبارًا للتوازن الطائفي" في البلاد. ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله داخل هذه المناطق، أصبحت العديد من القرى، بما في ذلك قرى في شمال لبنان، عرضة للدمار.
أزمة النازحين المتفاقمة
تسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح ما يزيد على 700 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة، بينما تشير إحصاءات لبنانية إلى أن العدد قد تجاوز المليون. ويعاني النازحون من ظروف صعبة في مراكز الإيواء المكتظة، في ظل نقص حاد في الموارد الأساسية. ومع ظهور حالات إصابة بالكوليرا، تزداد المخاوف من انتشار الأوبئة في هذه المناطق.
الاستجابة الإنسانية المحدودة
رغم الجهود الحكومية والدولية لتقديم المساعدات، فإن حجم الاحتياجات يفوق ما يتم تقديمه على الأرض. وأوضحت الناشطة الاجتماعية رنا غنوي أن الحكومة اللبنانية لم تكن مستعدة لهذا الحجم الكبير من النازحين، مشيرة إلى أن الاستجابة الحالية غير كافية، ولا توجد خطة واضحة لتنفيذ أي استجابة شاملة للأزمة.